Tuesday, October 11, 2011

بلا عنوان




قريت شهادات كتير عن احداث ماسبيرو وتابعت الاحداث ومعنديش اي شك فيها ولا كان في مخي صورة مختلفه عن اللي قرأته أو سمعته من شهود العيان  إنها كانت مجزره عسكرية للاسف انساق وراءها العديد من ذوي النفس الضعيفة نتيجة التضليل والتعتيم والتحريض المتعمد من الاعلام القذر الذي ارتكب ابشع جرائمه في تقليب عناصر الامه على بعض ولم تكن أول جرائم الاعلام ولن تكون اخرهاإن ظل الاعلام في ايدي من يسيء استخدامه ! فاصبح المفهوم عندي ليس تطهير ماسبيرو بل نسفه ماسبيرو هو قلعة ورمز النظام البائد "المفترض ابادته" على ارض مصر الثورة.



كنت عايز ادخل في مخ وزير الاعلام والمذيعين والمعدين وكل الاطقم حين كان يقال " احمو الجيش من المتظاهرين الاقباط " نفسي اسال وحد يجاوبني .. مفيش واحد بس حتى عنده ضمير ؟ مفيش واحد حاسس بالناس ؟ مفيش واحد يعرف شهيد ؟ مفيش واحد شاف أم بتبكي من القهر ؟ مفيش حد شاف صورة حتى ؟ محدش شاف المدرعه وهي بتهرس الناس تحتها وفكر لثانية واحدة في صوت عضمهم بيتكسر تحت العجل والحديد ؟ كان بيفكروا في إيه لما بيقولوا شهيد الجيش وهم عارفين إن مفيش حد مات منهم ؟ 

مستكترين على ناس بتدهس بالمدرعات وبيضربوا بالنار الحى انهم يدفعوا عن نفسهم بالحجارة ؟ 



مفيش حاجة جت في بال واحد بس ؟

لما يكون كل ده حصل قدام عينهم ومحدش حتى حس .. يبقى حلال فيهم الاعدام في ميدان عام ولا تسامح معهم لانهم قتلوا زي اللي قتل الناس في الشارع بالضبط



وللاسف كنت بعيد عن القاهرة وقت الاحداث 

مش مستوعب فكرة تقدم التعازي لأهالي الشهداء وكنت ببكي وأنا في المسيرة أو الجنازة ايا تكن التسمية أنا كنت بحتفي بشهداء ماتوا لاجل قضية ومش أول ناس ماتوا عشان القضية ومش اخرهم ... 



كان ليَّ عظيم الشرف إني حملت صندوق شهيد واحنا في الطريق للكاتدرائية من المستشفى القبطي معرفش اسمه ولا لونة ولا شكله ومش من ديني بس مصري وكده يبقى دينه ديني وده كفاية.



 مينا واحمد عادل ومايكل وجرجس مش أول ناس افقدهم بسبب الجيش مسلسل الضحايا ابتدى من أول عاطف يحيى في مظاهرة ذكرى النكبة الفلسطينية والاعلام عمل نفس اللي عمله برده بلطجية وهاب بالمواطنين الشرفاء القضاء عليهم مع انهم كان مطلبهم بسيط .. مجرد انزال العلم ! ايمانا منهم برمزية علم الصهاينه على ارض مصر بالخزي والعار في يوم كهذا لم يظنوا انهم بفعلتهم هذه انهم سيحررو الارض وكل هي خطوه على طريق الحلم .. وانتهى مشوار الضحايا  أو توقف جزئيا عند مينا ومايكل وجرجس وغيرهم  وفي النص متعدش يا مولانا اللي مكانوش بيطالبوا بحقوقهم لانهم اقباط .. كانوا بيطالبوا بحقوق يستحقوها لانهم مصريين وبدليل استشهاد أحمد عادل معاهم واصابة خالد على بالرصاص في فمه ويا عالم هيقوم منها وأنا بكتب السطور دي ولا لأ

وعلى الرغم من كل ده .. احنا بلد عظيم 



كان نفسي مصر كلها تكون معايا امبارح وانا داخل الكاتدرائية جوه القاعة ومعايا مينا ميلاد صديقي وكان رفع ايده يبين الصليب ودخلني القاعة وحاطط ايده على كتفي وكل مايبصلي ويلاقيني ببكي يهون عليَّ ويقولي لسة مشوارنا طويل ويهديني .. 



ولما تمتزج صلوات المسيحيين داخل القاعة بالكاتدرائية مع هتافات سقوط العسكر وصرخات الامهات ودموع حبيبة فقدت حلمها في بيت صغير وامن مع حبيبها اللي أدامها في نعشه وتأويه الاخوة ودموع في عيون اشد الرجال وزغاريت امهات في عيونها فرحة إن في بيتهم شهيد ولما تلاقي مصحف جوا اكبر كنيسة في مصر مرفوع وناس بتقرا الفاتحة على اروح شهداء من غير دينهم وبتدعي ربنا يقبلهم في جنة الخلد مع الأنبياء والقديسين ... يبقى احنا في بلد عظيم 

احنا في بلد يستحق الشهادة من اجله ..

بلد قدم آلاف الشهداء ولسة فيه شهداء تحت الطلب .. 

بحزن لما لا اجد التقدير الذي يستحقه الشهداء .. 

حيينا كي نرى ونشهد شهداءا ونروي للماره قصصهم ونمشي في جنائزهم .. ولم اعد أقوى على قص المزيد من الحكايات وادعو ربي اللحاق بهم .. فلا شيء حقيقي الا دمائهم ولا شيء مضمون الا خلودهم .. المجد للشهداء 




No comments:

Post a Comment