Friday, September 6, 2013

يا شحتة


من سنة بالضبط حسيت نفس الاحساس اللي حاسه دلوقتي, فاكر كويس إن وقتها وكان بليل كده كلمني اتنين من اعز الناس على قلبي, بدون مقدمات سألوني مالك أنت كويس؟ تهت معرفتش اجاوب, ومعرفتش أنام زي ماهو حاصل دلوقتي, كلمتهم يومها تاني وانفجرت في العياط, الفرق الوحيد بين النهاردة والسنة اللي فاتت إني كنت عارف مالي.. وهم كمان كانوا عارفين, حاولت أكلمهم يمكن ده يريحني بس للأسف محاولتي فشلت, أرق وضيق تنفس وأفكار وحشة بدون داعي, مع إني كنت مقرر إن اليوم يعدي عادي ممل بدون احداث بس اعتقد إن ملل اليوم ممنعش كل ده, غلبت مع نفسي بصراحة.
بقالي شوية بحاول أوهم نفسي إني نايم نايم نايم عشان الساعات تعدي وبكرة يوم جديد وكده فحسيت بالمخدة اتبلت, أتاريني عيطت وانا مش واخد بالي, وده شيء تعيس للغاية بس ادينا بنحاول نتخطى.. وأنام.

Monday, August 19, 2013

أصبح وطني مريرا

اصبح كل مشوار لتغطية حدث من احداث مشرحة زينهم ثقيلا و مخيفا للغاية، في كل مرة ادخل علي الجثث المتراصه علي بلاط المشرحة غارقة في الدم الذي مر علية ساعات و ايام.. في كل مرة اكتشف عزيزا، لم اعد اتذكر الاسماء.. 

Saturday, June 1, 2013

كل يوم

بيصحى كل يوم الصبح وبيحاول يخلي اليوم يحتفظ بإشراقه, بيحاول بجد من قلبه يبتسم عشان ميفعصش نفسه ولا الناس اللي بيحبهم ويخسر أكتر من اللي خسره, بيصحى كل يوم عايز يحقق حاجات بيحلم بيها بسيطة مهما كانت مش أحلام كبيرة قوي.
بيصحى وعارف إن كل المشاكل هيجيلها وقت تتحل لوحدها عشان يمكن يكون في اختبار وعارف إن الدنيا من حواليه مش أحسن مايكون, بيصحى وعارف إن عليه حاجة لازم تكمل وبيفكر نفسه دايما إن فيه ناس بيحبوه بيشيلوا وبيهونو عليه مهما بيحصل.
بيصحى ومش غاوي دراما وعايز يتدفى بضحك الناس ووجودهم اللي فرق في حياته كتير.
بيصحى نفسه يكمل شغله اللي بيحبه وبيتحمل بسمته ووجعه ونفسه يشوف ليه نتيجة تفرق في حياة الناس وحياته, بيصحى نفسه فعلا يغير الدنيا كلها.
مشاكله مش كتير وفيه منهم مش مشاكل بالنسبة لناس كتير, الحياه فيها مشكلات اكبر, بس على قد احتمال وتجربه كل واحد بتيجي مشاكله, المشاكل مش دايمة, الصحاب والكلمة الحلوة والإحساس الصادق هو اللي دايم, بيصحى وهو مؤمن بكده بس مش كلنا بنقوا على مواجهة ده كل يوم.
بيصحى وهو مقرر انه مش هيتجر للحفرة اللي بتحذره منها اعز اصدقائه وبيبعد بيبعد عايز يأمن نفسه, بيجري بعيد عن الحفره بس يمكن بيجري وهو باصص وراه بيشوف بيبعد قد إيه عشان كده أي حاجة صغيرة ممكن تكعبله, حتى ده مش عيب, بيقوم وبيحاول تاني وتالت ورابع وبيكمل..
بيصحى ونفسه يقدم حاجة للناس اللي بيحبوه ويخليهم سعدا لمجرد انه سعيد بجد, مش دايما بيقدر, لما بيتكعبل بيفكر في بكرة بس ده بياخد شوية وقت.. بيبقى بس عايز يقعد يرتب أوراقه, بيتلخبط مع إنه واثق من يقينه.
لما بيقع بيبقى عارف إن الأيادي اللي ممدودة كلها بتحبه عايزة تشده وهتفضل تشد, بس مش هو اللي بيتحكم هنا, عنده رد فعل لا ارادي.. بيحاول يحمي نفسه وكتير بييجي في الناس اللي مينفعش ييجي فيهم.. عمره ماأخد باله ولما أخد باله حب يغير بس بالراحة.
مش مسأله كرامة بس لما تتعود كل حياتك تبقى لوحدك وبتعمل كل حاجة لنفسك من غير مساعدة حد مش هتعرف تستقبل كل حاجة بدون متيجي على حساسية كرامتك اللي محدش بيمسها.. مشاكله ساعات تنقح لما يحس إنها كمان ممكن تعمل لحد تاني مشكلة, يعني كتير بتكون عبء عليه.. مابالكم بالناس..
بيبقى عايز بس يبعد عشان بيحس انه عبء على اللي بيحبوه, هيبعد يوم بس عشان يرتب أوراقه وأولوياته وافكاره ونفسه ويطبطب عليها, ودي عملية مرهقة.. بيبقى ساعات عايز يصرخ بس مش قادر, بس كله بيعدي وبينام عشان يصحى زي كل يوم عنده شوية امل انه يغير بإيده, ودي مش حاجة سهلة.. دي حاجة مرهقة قوي قوي قوي...
والدنيا بتكمل كل يوم وبيصحى.

Monday, May 20, 2013

بيكفي..


اسأل نفسي صباح كل يوم وأنا لا أزال على فراشي, هل عليَّ فعل ذلك؟ ولكن سريعا مااتدارك الإجابة وأقر بأهمية ماأفعله وأبدأ مصارعة غطاء النوم.

من شارعنا الصغير المؤدي للمدرسة التي ارتدناها سويا انطلق في رحلتي اليومية إلى العمل املا في يوم أفضل من الذي سبق, لم تكن الرحلة ابدا سهلة ولا أعلم لماذا هي كذلك, ولماذا أنا, ولماذا اتذكر يوميا, ولماذا لا أنسى, يوميا أتذكر تفصيلة جديدة أو تأتي إلى بعض من القديم ليذكرني كيف وأين كنا وكيف نحن وأيننا الآن.

وددت ان اعترف بضعفي وعدم قدرتي على تكملة هذا الطريق, فقد تعبت, سيقولون اني صغير ومازال هناك وقت ولكن أصيب قلبي وجسدي بالوهن وأنا بهذا الصغر... كفاية بقى, بيكفي.

سأتراجع الآن فهذا خير من التراجع لاحقا.. فلم يعد هناك طاقة حتى للتفكير في اللاشيء.. فلتسقط كل الإجابات ولتذهب كل الأسئلة إلى الجحيم.

Wednesday, March 6, 2013

شطاف التأمين الصحي

مصر - الجيزة - 6 مارس 2013 - في الجمهورية الثانية بعد الثورة


بيبدأ يومي بمزيكا لطيفة واحاسيس وحكايات بحبها, وبتتصل بيا بنت خالتي انجي عشان عايزة تروح تعمل الاجازة بتاعتها في التأمين الصحي التابعة ليه عشان وقعت على ضهرها في المدرسة اللي هي شغالة فيها, لبست اي حاجة ونزلت معاها, خدتنا السكة اللي مش طويلة قوي في دايرة صمت غريبة وغالبا ده عشان هي كانت تعبانة فعلا.

الساعة 9 ونص تقريبا كنا وصلنا المبنى المتهالك اللي قرروا فجأة يجددوه أصل المبنى ده قدام مدرستي القديمة, بين التراب وشكاير الأسمنت طلعنا الدور التالت مكان اللجنة الطبية المختصة بالكشف على المرضى وتصاريح الأجازات, لما وصلنا اخدت ورقها وسألت ممرضة مكانتش لسة فطرت عشان ماسكة قرطاس الطعمية وكيس الفول في ايدها, سألتها على مكان ومعاد الطبيب المختص بالكشف على الحالة وقالت, مالك حامي كده استنى شوية.. هفطر واشوفلك حد ياخد الورق, ولما ييجي الريس هيريح ويبدأ شغل اللجنة.

قلت ماشي وحافظت على هدوئي, انجي كانت تعبانة جدا.. الكراسي كلها بايظة وبالعافية لقيت كرسي ينفع..
وقفت جنبها وكانت كالعادة طوابير المرضى بين جالسين على كراسي معكوكة والأرض والسلم اللي دخان سجاير المنتظرين غبروه مع غبارة الأسمنت

بمل من الإنتظار بدون كلام مع الحكاوي اللي حولي وقررت اشترك وأكون طرف, بدأت دردشة مع الناس وكالعادة وزارة الصحة والتأمين مليانين حكاوي توجع القلب, فكروني بايامي في الوزارة.

بيمر الوقت ولقيت  واحد شكلة دكتور تأمين صحي معاه شابة في العشرينات داخلين الاوضةاللي المفترض إنها مكان اللجنة.. سألت محمود اللي هو موظف الأمن ضخم البنيان مين دول؟ قالي ده دكتور فلان وبنته الطالبة الجامعية جاية تعمل اجازتها.

كده؟ وسط طوابير المرضى دول كلهم؟ طيب.. لسة الدكتور مدير الجنة مجاش.. وهنفض وهستنى دوري وملوش لزوم اننا نعمل مشكلة, حاولت أكون سلبي وأنا شايف غلط.

وصل الريس أو الدكتور المختص وتأهبت أنا وناس كتير من المرضى وراح محمود الحارس  ضحك , "إيه يا جماعة لسة بدري لما الريس يقول هدخلكم"


دكتور فلان وبنته شربه الشاي وكلوا مع بعض سندوتشات فول شفناها واحنا مستنيين وباصين من الزجاج بتاع المكتب, وبرضه محدش تذمر وقررت أنا كمان متذمرش, دكتور فلان خلص المصلحة بتاعت بنته ومشي.. بس كان الريس محتاج راحة عشان الفول فعلا بيبقى تقيل على المخ الصبح.

عم عبد المجيد الرجل الهادي جدا الواقف جنبي همسلي في ودني وقال "أنا لو كنت عملت القلب المفتوح في التأمين ولا في الوزارة كان زماني ميت" .. أنا مش عايز منهم الا اجازتي عشان أكل العيش.. لما ركزت ثانيه واحدة في شكله وكلامه لاحظت الضمادات اللي واضحة من تحت جلابيته السمرا وايده اللي مليانة اخرام للكانيولا...

بدأت أرجع لطبيعتي وتخليت عن السلبية أو الهدوء اللي كنت فيه.. واتجهت لمحمود قلتله ده مش قانوني اللي بيحصل وأنا دكتور سابق في وزارة الصحة وعارف أنا بقول إيه, والريس بتاعكم جاي متأخر عن معاده, وربنا هيحاسبه على المرضى الملطوعين هنا من الصبح .

محمود مفهمش ولا كلمة من اللي قلته لان جاتله وهو عالباب واحدة من الممرضات تقوله "الحقنة يا محمود الشطاف بتاع حمام المرضى شغال من امبارح وبيضرب في الكهربا وخايفة ادخل اقفله"
محمود واضح انه مفهمش الحدوتة دي كمان,

 وسرحت أنا لما لمحت عم خيري الراجل اللي كنت عملتله عملية  استعدال فك مكسور من سنتين بعد ماخبطه توكتوك .. مكنش معاه وقتها تمن الشرايح وربنا كرمنا وعملتها غصب عن مديري وقتها.. اللي هو بابا.

للأسف عم خيري من يومها بيدوخ كل شهر على تمن علاج السكر والضغط والقلب عشان معدنوش دولة تعالجه أو بالأحرى عنده دولة بتذله كل شهر.. سلمت عليه وحضني  وقالي إنه بيدعيلي ووقف معايا في نفس الطابور.

الشطاف لسة بيضرب وشغال.. وده اللي  قالته ممرضة تانية لمحمود الحارس اللي كان خايف هو كمان ونده على علي الشاب اللي لسة جديد في المكان عشان يقفل هو الشطاف..

الموضوع مكنش عمره موضوع شطاف ولا حد يتكهرب.. ده بس بيعكس جزء تافه من اللي بيشوفه مرضى وزارة الصحة والتأمين..

بما إن الشتا خلص والصيف خلاص بيدق البيبان, الريس قرر إن النهاردة يجيب عمال التكيفات عشان يصلحوا التكييف اللي في أوضته, ومش مهم الناس اللي برة اللي معندهمش دكك محترمة يستنوا عليها.

بتفرج من برة على الدكتور وشايف عامل التكييف بينفض الفلاتر والاوضة عفرت تراب.. الأوضة اللي بيكشف فيها المرضى...

من الواضح انني وشوشت نفسي بكم كلمة من بتوع زمان عشان شاب  قرب مني وقالي أنت دكتور؟

قلتله  آه دكتور اسنان قالي آه فاكرك  أنا وأنت اتقابلنا في قنا.. العجيب انه تذكر اسمي.. وقالي اسمه "فؤش "

فؤش وصاحبه معدوش 19 سنة وبقالهم شهرين دايخين عشان بس بيعملوا أجازة عشان صاحب فؤش رجليه مكسورين.. شابين برضه بيعكسو حاجات كتير في عيونهم التي لاتزال بريئه تناضل واجسادهم الهزيلة اللي تعبها الفقر وهلكها مشاويرهم في مزانق الحكومة .. عشان بس  حته أجازة..

الأجازة اللي كان هيقضيها الولد أبورجلين اتنين مكسورين في السرير قضاها بيعمل علاج طبيعي في شوارع ومصالح المحروسة.

شابين تاهوا وسط روتين واهمال دولة عواجيز وجيل مهزوم عايز ينجح على حساب جيلهم اللي كسر المحظور ولسة بيناضل.. في دوله العواجيز. ولسة في انتظار الريس يخلص ... ويبدأ يدخلنا..

محمد عارف.. شاب اسمر، مظهرة و لهجتة الصعيدية قالت كتير عنة من غير ما نحكي سوا وسط حكاوي الناس معايا، زي عينة المليانة صفار اللي بتقول انة مريض بالكبد و هو معداش التلاتين.. محمد عكس حال شباب و جيل بحالة لما التعب زاد علية و مسك بطنة مسكة مرضي الكبد.. انا دكتور و عرفت اميز.. لما صراخة من الوجع زاد بصيت ناحية الدكتور.. ومتأثرش.. بس أنا بكيت , وصرخت على الريس خلي عندك دم يا بني آدم!

بصلي وبرضه شكله مفهمش إيه المشكلة زي مامحمود الحارس مفهمش موضوع الشطاف, بكى الشاب المريض عارف بالدموع عشان نفسه في أجازة يقدمها للشركة وطريقة يجب بيها علاج الكبد عشان برضه نفسه يتجوز ومصاريف الدنيا صعبة عليه.

يمر الوقت وبحاول اطبطب شوية واتعصب شوية واقول أنا دكتور وعارف إن المنظومة كلها فاسدة..
وسط حكاوي الناس والتفاصيل نسيت إني جيت هنا مع بنت خالتي اللي متحركتش من على كرسيها ومقالتش كلمة من تعبها والوجع.. ومفتكرتش الا نده الريس على اسمها عشان تتعرض على اللجنة الطبية.. دخلنا سوا

ورفض يديها الاجازة عشان معهاش طوابع ولقيت اللجنة عبارة عن دكتور عامل موظف روتيني اهم حاجة عنده الورق أو الدرج.. مش أكتر من كده, قلتله ماتكشف عليها كشف طبي؟ قالي مش اختصاصي, قلتله صحيح أصل كنت ناسي اننا حكومة وسخة.. دين أمك يا جدع.

بصراحة الرجل تقبل شتيمتي بصدر رحب وابتسامة وخرجنا من الاوضة وأنا رافع ايدي بدعي للناس التانية اللي غالبا هيلاقوا نفس مصيرنا.

مشيت من التأمين الصحي وأنا معرفش إذا كان الشطاف اتصلح ولا لسة .. بس قررت اقول للناس كلها إن الشطاف بايظ وعارف عنده الكبد وفؤش نفسه يخلص أجازة زميله المتشحطط وعم خيري  نفسه في علاج محترم أول كل شهر وعم عبد المجيد  عايز اجازة عشان قلبه يرتاح, أما إنجي بنت خالتي فقلتلها ارتاحي  في بيتك  النهاردة وسلمي على محمد ابنك وبوسيه وهنروح بكرة بدري تاني عشان نخلص اجازتك.

روحت بيتي وأنا مضايق ومحتاج افكر كتير, قبل مااخد الأجازة من عملي كمصور صحفي بجريدة الشروق  كنت محتاج احسم حاجات كتير في حياتي ونفسي والنهاردة حسمت واحدة منهم إني مش عايز أرجع وزارة الصحة وكفاية عليا دوري الطبي اللي بعمله وأنا ضميري مرتاح في العيادة أو العمليات الخيرية اللي ربنا بيقدرني عليها, أنا مش هكون الريس أو حتى مش هكون أبويا المدير اللي هو أحسن شوية من حال الريس..
أنا هكون ضميري وراحة بالي.



مصر - الجيزة - 6 مارس 2013 - في الجمهورية الثانية بعد الثورة
المواطن/ صبري خالد