Saturday, October 22, 2011

متشتمنيش .. ممكن ؟

الحرية وحرية التعبير والشتيمة و .. و .. و .. و .. و .. الموضوع ده اتهرى

قعدت فترة كبيرة بفكر في موضوع الشتيمة واستخدامها وتفشيها في الايام دي وكالعادة كنت بجري نحو الرأي الطبي . الطب النفسي يعني .. إيه اللي بيخلي النفس البشرية تفكر في الإهانة ؟؟ طب هل دي ظاهرة صحية ؟؟ ولو ظاهرة صحية إيه حدود امكانياتها واستخدامها ؟؟ ماهو مدى ارتباط حرية الرأي والتعبير بالشتيمة ؟؟ هل الشتيمة جزء شيق في الحوار بين الأطراف ؟؟ هل لما تخرج للمجتمع هتكون الشتيمة أداه مفيدة أو مجدية في الدعوة لأفكار معينة ؟؟ مامدى صحة المقولة القائلة بـ "الشتيمة بتلف بتلف وبترجع لصاحبها" ؟؟

خلينا الأول نعرف الحرية ..

الحرية قيمة إنسانية أصيلة ورفيعة، تولد مع الإنسان بشكل طبيعي منذ ولادته، وليس من الطبيعي ولا هو من الأصالة في شيء أن يتعرض الإنسان للاستعباد والاسترقاق، سواء كان ذلك بشكله المادي أو المعنوي، ومن المهم أن يظل هذا الإنسان محميا من كل أشكال الاستغلال والاستعباد التي تكبله وتعيق حركته وحريته.

 إننا عندما نسمع أو نقرأ مفردة الحرية، تقفز إلى أذهاننا الكلمات والتعابير والعناوين المشابهة والمرادفة، والتي تتضمنها هذه المفردة، والتي ترتبط بها أو تكون جزءا منها، كحرية التعبير وحرية التفكير وحرية الاعتقاد وحرية الرأي وحرية الإبداع وحرية الإعلام وحرية الصحافة، إلا أن السؤال الذي يمكن طرحه في هذا المجال هو عن إمكانية التأصيل لهذا المفهوم؟ وكيف يمكن إعادة قراءته وصياغته من منظور مجتمعي جديد مستنير، يعكس روح التسامح والتعايش والتعددية الخلاقة في طرح الرؤى والأفكار؟
 
ما نفهمه من ذلك ان الحرية نعمة وهبة والحفاظ عليها واجب انساني رفيع.

سؤال ؟ مامدى ارتباط الشتيمة بحرية الرأي والتعبير ؟

الإجابة : حرية الرأي والتعبير بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من الشتيمة .. فلا تحملوا الحرية اكثر مما تستطيع ولا تشوهوا صورتها .. إن ارتباط الشتيمة والاهانات عند بعض البشر بالحرية وقول ذلك على الملأ هو ارتباط كارثي !

يتحدث علماء النفس في هذه القضية .. حين يسألوا " لماذا نستخدم الالفاظ النابية في حوارنا وفي معظم الخناقات والنقاشات المحتدة ؟"

هناك عدة تفسيرات عند علماء النفس. ووجدوا أنه لا ضرر من اللجوء إلى ذلك، لأنه يخفف التوتر.. ويدفع الطرف الآخر إلى التوقف عن المناقشة لأننا ضربناه في دماغه..

ويرى بعض علماء النفس أن الشتيمة هي استخدام اللغة سلاحا في الدفاع: كأنها عصا أو قطعة حجر أو قنبلة من الغاز أو من الدخان بهدف إسكات الطرف الآخر. ومن المؤكد أنها تقلص التوتر عند من يستخدمها.. "معنا ذلك ان استخدامها مقترن بالاشخاص الغير سويين !! ليس بالضرورة كون الشخص غير سوي انه مختل عقلية مثلا !! لا من الممكن ان يكون الاختلال اختلالا لحظيا أو مرتبط بالموقف الذي اضطر الإنسان لاستخدام الشتيمة !! وإن دل يدل على ضعف شخصية أو ضعف موقف .. وكم هي المواقف القويه التي أضعفت بفعل ضعف المدافعين عنها وافتقارهم للحنكة .. وتجد الامثلة على هذا كثيرا جدا .. فأنظر لعدد المدافعين عن حرية الرأي والتعبير هذه الايام وأنظر مايسببونه لهذا المفهوم .. مفهوم الحرية ينتهك بهذه الأفعال وهذا انتهاك لحرية الغير في الحرية ايضا !

 

وقع الشتيمة على المتلقي ؟؟

الشتيمة أداة أو صخرة تتكسر عليها فكرة الحوار الإنساني والتواصل .. وإذا جاءت الشتيمة مفاجئة فإنها تحرك مراكز المخ عند الطرفين برد فعل سلبي كالسكوت أو الدهشة أو ترك المكان والذهاب إلى أي مكان آخر وقطع الحوار؛ فكأن هذه الكلمة قد فرضت السلام على الطرفين وخففت الضغط العصبي عليهما.. وبذلك نجد ان الخاسر الأكبر هو القيمة الانسانية في الحوار وتواصل الأفكار



إن التساوي في الفرص بين المتنافسين، هو فرصة لكل أصحاب الأفكار من اجل التنافس فيما بينهم من اجل تطوير ما يملكون من أفكار ورؤى، والتنافس بعدها من اجل استقطاب الناس إلى أفكارهم ورؤاهم، بعيدا عن التنافس الفوضوي الهدام، القائم على اعتماد وممارسة لغة القوة والتكبر والنرجسية، أو من خلال التصلب والتعصب العقائدي والأيدلوجي، والادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة واحتكارها. لذلك فان الوسيلة المثلى لمواجهة الفكر الآخر، تتلخص في إعطاء الحرية للجميع في طرح نفسه وما يملك من فكر ورؤى، عندها سيتبين لنا مدى واقعية وإمكانية صمود أي منهم أمام الحقائق العلمية.



إذا ما انفتح المجال للتعبير عن الرأي، وأتيحت الفرصة للإنسان كي يمارس حريته الفكرية وحريته في التعبير والنقد والمساءلة بطريقة علمية وموضوعية، فان مسألة التعبير عن الرأي والنقد ستصبح عنصرا أساسيا في كشف العيوب والأخطاء والنقص في تجارب بعض وتقويمها من ناحية، وتأصيلها وتعميقها وتجذيرها من ناحية أخرى، وكل ذلك لن يتم إلا بفضل التعبير عن الرأي وممارسة النقد.

 من المهم في مسألة التعبير عن الرأي أن تعطى للآخر فرصة التعبير عن نفسه وفكره، ولن يكون من العدل في شيء عدم إعطاء الفكر الآخر المختلف، فرصة تقديم نفسه وعرض أفكاره أمام الناس، لأن من حقه أن يطرح أفكاره ورؤاه وما يملك من إبداعات ورؤى وأفكار، لان من البديهيات أن تكون هناك منافسة بين الجميع بكل حرية وشفافية، وترك الناس في الأخير يختارون الأنسب، لكي يكون لهم حرية الاختيار بملء إرادتهم، من بين ما هو معروض أمامها من أفكار، وعندما يتم اللجوء إلى سيف الإجبار والترهيب والترغيب والإقصاء والعزل، فان ذلك يشكل خروجا على عدالة تساوي الفرص بين الجميع، وفرض قيود على حرية التنافس.

مرارا وتكرارا !! هناك خلط بين حرية التعبير والاعتداء على الآخر بالشتيمة أو بالعنف اللفظي، وهو يمثل خطرا على الحرية ذاتها، وعلى عملية التطور الاجتماعي والسياسي وثقافة الاختلاف والتعدد، ومن المهم التفريق بين هذين الأمرين من اجل سلامة التطور الاجتماعي، والذي يجب أن يرتكز على منظومة من القيم والضوابط الناظمة لمثل هذا التطور، كالقبول بالآخر وعدم الاعتداء عليه، واحترام رأيه رغم الخلاف والاختلاف معه، وحقه في التعبير والحوار معه بصفته شريكا اجتماعيا.

الشتيمة بتلف بتلف وبترجع لصاحبها .. ؟؟

قال باحثون أميركيون إن انتقادات المرء لغيره تعكس شخصيته أكثر مما تعكس شخصية من يتحدث عنهم.
ووجد علماء نفس من جامعتي «واك فورست» و«واشنطن» و«نبراسكا» أن ميل الشخص لوصف الآخرين بعبارات إيجابية يعد مؤشرا مهماً على إيجابية أوصاف شخصيته واستقراره العاطفي، بمعنى أن «رؤية الآخرين بطريقة إيجابية تكشف صفاتنا الإيجابية».

كما وجد الباحثون ارتباطاً قوياً بين الحكم بإيجابية على الآخرين وتمتع المرء بالسعادة والحماسة والاستقرار النفسي والعطف واللطف.
في المقابل، فإن الحكم على الآخرين بصورة سلبية «يعكس مستوى عاليا من النرجسية وسلوكاًَ غير اجتماعي»، بحسب العلماء الذين رجّحوا أن يصاب «صاحب الأحكام السيئة بالاكتئاب واضطرابات في الشخصية».

الشتيمة ومصر الثورة ..

كثيرا ماتسمع عبارات مثل "شعب غبي" أو "شعب جاهل" أو "شعب مش بيجي الا بضرب الجزمة"

اياك تشتم الشعب عشان الشعب بيفهم اكتر مني ومنك !!

لما تقول شعب غبي .. تبقى أنت اللي غبي عارف ليه ؟؟

عشان عارف إن الشعب مش بيجي بالطريقة دي ومش بيحب اللي يشتموا ويتكبر عليه !! وعلى الرغم من كده مصر على الطريقة دي في التعامل بنرجسية مرضية مع الشعب أو حتى في الكلام عليه

لما تقول شعب جاهل .. تبقى أنت اللي جاهل عارف ليه ؟؟

عشان محاولتش تحط نفسك مكان الشعب .. محاولتش تعيش ظروفه وتعرف هو خايف من إيه عشان كده مش بيحب أفكارك ؟؟ أو بيدور على الأمان فين ومع مين ؟؟ إنت جاهل عشان بتحاول تفرض وصاية مش من حقك على الشعب !! ده بدل ماتنزل من برجك العاجي اللي مصنعهوش الا أنت وتسمع وتكلم .. مش يمكن تقتنع أنت بكلام الشعب .. يا جاهل بشعبك ؟؟

لما تقول شعب عايز كرباج .. تبقى إنت اللي كده عارف ليه ؟؟

إنت اللي اتعودت من فرط الغرور والنرجسية إنك ماتنصاعش للصوت العام الا بالكرباج !! اصبحت عبده .. مش بقولك غبي :)

2 comments:

  1. ياااااه ده موضوع الشتيمة طلع حوار وأنا مكنتش دريان...
    إنت متمكن جدا من الكتاية ما شاء الله أنا غالبا هقرا الباقي دلوقتي

    ReplyDelete