اعتصمت ولازلت معتصم .. ومر علينا الوقت منذ البداية يوم الثامن من يوليو يوم الجمعة الى يومنا هذا الرابع والعشرين وخلال هذا الوقت مررنا ومر الميدان معنا بمراحل عده لا اعلم لماذا أريد تذكرها الآن ولكنه تاريخ يصنع وأمه تتحرر ولابد من كتابة جزء يخصني في تاريخ هذه الأمة.. فقليل منا من يشهد مولد التاريخ .
ميدان التحرير هو من احب اماكن العالم إلى قلبي ولا أكذب أن من أسباب تحمسي الشخصي لفكرة الإعتصام المفتوح كان شوقي لهذا المكان والتجربة في حد ذاتها .. "متعة النوم على الرصيف " متعة لا توصف ..اشتياقي لكل جنبات الميدان وما نقوم به من لجان شعبية والاعتماد على أنفسنا وحماية بعضنا البعض ... لن أخفي عشقي لكل أطراف المكان .. حتي أني حين أتحدث عنه امام البعض الذي لم ينل شرف النزول اليه يتهمني البعض بالمبالغة أو التطرف في وصف الميدان .. ميدان التحرير هو المكان الذي إذا دخلته وحيدا لا تشعر بالوحدة فالكل هناك أخوه وأصدقاء .. الكل هناك مصريين .. ستعرف معنى كلمة مصري هناك
مدينة ميدان التحرير ليست بالمدينة الفاضلة في حقيقة الامر ولكنها افضل المدن على الإطلاق .. فمن الصعب في مثل هذا الوقت ان تجد مثالية كالتي توجد في ميدان التحرير .. فالمثالية ليست فقط في مايجده المرء جميلا .. بل في مالا يعجبك ايضا .. فكل مايحدث يحدث على اتم وجه .
ميدان التحرير حقق اكتفاءا ذاتيا .. فإننا نعتمد على مجهوداتنا أو على مايأتي به اخوتنا من خارج الميدان وطالما هم من الميدان فلا ارى انها مساعدات خارجية مثلا أو منح بالعكس .. فاشبهها بالمصريين العاملين بالخارج ثم يأتون الى مصر لمساعدة أقرانهم ..
اكتملت اركان الدولة في اول يوم للإعتصام فاصبح عندنا المسكن المتمثل في الخيام التي تفاوتت في اشكالها وأحجامها كأي تافوت طبيعي في طبقات الشعب ولكن ماقد يثير اهتمامك ان هذه الطبقات تعيش جنبا إلى جنب بدون اي مشاكل بل وتساعد بعضها البعض في الابقاءعلى الاعتصام قائما لتظل اركان الدولة قائمة قوية وشامخة
اختلفت الأطياف والتوجهات ولكن الهدف واحد .. فلا تجد هذا الكم من التنوع في اي مكان في العالم الا في ميدان التحرير والغريب وهو مايثير حفيظة المتربصين هو ان كل هؤلاء يعيشون في مكان واحد ولا تحدث بينهم مشاكل الا عندما يثير الدخلاء المشاكل وسرعان ماتعود الأمر إلى نصابها الطبيعي وهو الحياه في ألفه وسلام .
عندما تنظر من مسقط رأسي على ميدان التحرير تجد انه يشبه كثيرا مصر التي طالما حلمنا بها
يجن جنوني مما يحويه هذا المكان من سحر .. فما تلبث ان تدخله من احد مداخله فتجد نفسك تتأدب بأدب الميدان ... فعلا
فحاول ان تراقب أحدهم قبل دخوله الميدان فتجده شخصا عاديا يفعل مايشاء ... ولكن للميدان عند رواده آداب فكثيرا ماتسمع جملة "عيب إحنا في الميدان " ..
آداب الميدان لم يفرضها شخص ولا جماعة !
آداب الميدان فرضت نفسها نظرا لذكرى يحملها الكثير منا .. ونظرا لقدسية المكان .. فهناك دماء سالت على أرضه وتاريخ يصنع في أركانه .
تتجلى آداب المدن في أبهى صورها في مشاهد تراها في كل ركن تنظر اليه .. أبسطها عندما تريد ان تتخلص من بعض النفايات .. فتستحي عندما تجد أحدهم ينظف الارض دون ان يكون مضطرا لذلك وتذهب لتبحث عن مكان مخصص لها .. حتى أن بعضنا لا يفعل هكذا في بيوتنا .
ميدان التحرير هو ثقافه وكان لا بد ان يطور ثقافته الخاصة .. فأظهرها في اشكال متعددة من فن الجرافيتي الذي اصبح يملأ المكان وكعادة اي فن تتميز به الأمم .. فان هذا الفن المميز للتحرير يعبر عن مطالب الثورة والميدان وأحيانا يكون في عشق تراب هذا الوطن .
من أجل مشهد التحرير التي لا انساها ماحيت .. هي ليلة موقعة العباسية فما ان انتشر الخبر وعلم به المعتصمون وبدا القلق يخيم على المكان واسودت الوجوه فمن كان هناك هم جنود هذه الدولة وبدا الدعاء لهم بالنصر واراسل الإمدادات وتوقفت نشاطات الميدان تماما
كأي دولة في حالة حرب وفي انتظار عودة محاربيها سالمين غانمين .. ويشعر بالضيق على وجوه المتواجدين في الميدان لانهم ببساطة يريدون الإنضمام لرفاقهم على الجبهة و لكن واجب حماية الميدان وعدم تركه هو ايضا واجب سامي لا يقل عن ما يفعله جنود هذه الدولة على خط النار .. والإستعداد لاستقبال المصابين وما الى ذلك .. والاحلى والأروع هو استقبال العائدين من العباسية وتحيتهم تحية الأبطال .. كان مشهد استقبال الثوار العائدين مشهدا مهيبا .. لا يوصف
أعلم ان البعض سيقول اني انجرفت في المبالغة .. ولكن عفوا فانا عاشق .....
ومازال التحرير قائما
عاش ثوار التحرير الأحرار
المجد للشهداء
الشعب يحلم بـدولة مثل دولة الميدان
So touching ya Sabry, I can bring the image of El-Tahrir in my mind with every word you wrote :D Keep it up :)
ReplyDelete