الشعب يريد احترامك وتطبيقك أيها القانون

Tweet

مرارا وتكرارا كان يجب ان يتصدر مطلب تطهير العقول وتطبيق القانون مطالب ثورتنا كما اردنا الحرية والعدالة لأني اكاد أعجزعندما أحصي مدى الرواسب التي تركها لنا مبارك في عقول البعض أو بالأحرى هذا هو الإرث الذي تركه لما يقولون " بابا حسني " - طبعا كده بيحطوا أمهاتهم في مواقف بايخة لا يحسدن عليها - .

كما ذكرت من قبل أن من اهم مساوئ حكم مبارك هو أن جعل البعض ان له حق الاعتداء - الاعتداء هنا ليس شريطة ان يكون جسديا فمن الممكن ان يكون بالأفكار فحسب  - أوالإستعلاء على البعض الاخر لأسباب لا يعقلها الا أنفسهم في رأي ان من نتاجات الفترة الفائتة هي تخيل البعض ان الاخر هو العدو لمجرد اختلاف الظروف والقوالب التي هي من صنع مجتمعنا فقط .

أما ما جعل تلك الأفكار تعبث بفكري هذا الصباح كان ما يققصه عليَّ أحد الاصدقاء حين كنا نتجاذب أطراف الحديث ,وكي لا أطيل عليكم سأحكي المشهد كما نقل لي .

-على لسان الصديق -

أنا كنت في الشارع اللي قدام الفورسيزون وكان في لجنة هناك ووقفت فيها 

وقفوني اتنين ظباط واحد جيش والتاني شرطة .. بتاع الشرطة قال لي هات الرخص والركن على جنب 

ركنت واديته الرخص وشوية وجالي بيقولي " الواد بتاع الشرطة "  إيه ده إنت مفيم الإزاز ؟؟ طب لو سمحت شيل التفييم ده دلوقتي عشان تاخد الرخص وكمان شيل البادجات بتاعت النيابة العامة اللي إنت حاططها دي ولا عندك حد في النيابة ؟  قلتله لأ 

بعد كده فتش العربية ولقى السرينا وقطع السلوك بتاعتها .

بعد ذلك ذهب صديقي إلى الضابط ثانيتا وكان قد تخلص من جزء بسيط من الزجاج الملون وعندما علق الضابط على عدم ازالة باقي الزجاج .. انتهوا إلى مبدأ  " يا راجل ماتخدش في بالك بقى .. عديها الناس لبعضيها " واداني الرخص وغرت من وشه .

الاهم في الموضوع ككل هو بعد ماغادر صديقي اللجنة وحكى لي فـكان كل مايشغل تفكيره هو كيف يخرج من هذه الموقف في المستقبل دون ان يخسر شيئا من الزجاج أو يبكي سرينته بمعنى اصح كان يشغل باله كيفية الإلتفاف على القانون والهرب من تطبيقه وكيف لضابط حقير - على حد وصفه - فعل مافعله تطبيقا لعملة - مع العلم اني ضد مافعله الضابط وأرى انه لم يؤدي عمله كامل وسأوضح لاحقا - وطبعا لا يستطيع صديقي فعل مايريد ان يفعل دون التحايل على عقول البعض ! واخذت تنطلق من رأسه الأفكار فكرة تلو الأخرى وكان منها مثلا اقتراح اقترحه عليه احد معارفه وهو ان يدعي أن والده مستشارا مثلا وبذلك يبرر وجود شيء مثل ملصقات النيابة أو الزجاج الملون والسرينا !! وكونها ستكون سيارة رجل مهم فسيكون على الضابط مهابة من يقودها خوفا من المشاكل . 

وهذا يدخلنا في شيء أخر ويجعلني أتسائل أليس المستشار هذا مصري ايضا ويقع تحت طائلة القانون ! ,أليس هذا من الذين يجب ان يكونوا قدوة لمن حولهم فلم تأتي فكرة الإدعاء هذا هباء فقد اتت ان الجميع يرى أن من يرتدي ثوب العدل في هذه البلد يكون فوق كل قانون و فوق كل سؤال تماما مثل ماكان يفعل أصحاب الألقاب الشرطية قبل الثورة ا ايضا أرى أن مانحن بحاجة له ليس عودة هيبة الداخلية فهذا المصطلح خاطئ ما نحن بحاجة اليه هو عودة احترام القانون وسيادته لأن الهيبة في وجهة نظري ماهي الا خوف لا مبرر له ولا داعي طالما يطبق القانون .

يعني من الاخر طول ما الراس الكبيرة في اي مكان بتعمل حاجة غلط الصغير بيقلدها ومش هنخلص وهنفضل نجيب اجيال زبالة ورا زبالة 

نأتي للضابط , فعذرا سيدي - كلمة سيدي هنا للاحترام فقط لانه اكبر مني سنا وقد تعلمت احترام الكبير والصغير وليست لخوفي من شيء ما - فأنت لم تؤدي واجبك على اتم وجه وكان لابد من جعله عبرة لمن يعتبر من السائقين أمثاله وذلك بإستخدام القانون لأن بعدما حدث إنسقت وراء مبدأ " عديها الناس لبعضيها " فقد جعلت القانون يتنحي جانبا وافقدته قدرته الرادعة .

اسفي واعتراضي على أداء الداخلية حتى الآن لا ينحصر فقط على استمرار التعذيب أو مايحدث خلف الابواب المغلقة بل يمتد إلى عدم استخدام القوة الرادعة للقانون في اماكنها الشرعية وتطبيق أنصاف القواعد وبذلك لا يستقيم حال الشعب ولا حال الشرطة .. اعلم تمام العلم ان ماحدث موقف يحدث في شوارعنا كل يوم مئات المرات وقد يراه البعض لا يستحق الذكر من الأساس ولكن به دلالات كثر حين تطبقها على اشياء أكبر أو مواقف اكثر جدية فانه شيء يوحي بالقلق .

من طلع علينا يوما وقال  " فاقد الشيء ... لا يعطيه "  لم يكذب 

فكيف ننادي بأشياء يفقدها الكثير منا !

يجب أن نتحلي بالايجابية.

وقد وجب علينا البدء بأنفسنا .

بحلم بمصر لا يعلو صوت فيها على صوت القانون.

الشعب يريد تطبيق القانون واحترامه !